الخميس، 23 أبريل 2009

أستقل يا وزير التضامن يرحمك الله

استقل يا وزير التضامن يرحمك الله (جريدة شباب مصر)
حامد عبد الحليم الأطـير صحفى ومحاسب قانونى

ألم يحن الوقت بعد لاستقالة السيد وزير التضامن بعد أن أشبعنا بسياساته المتخبطة وبعد أن أصبح رغيف المصريين الحاف مغموسًا بالذل والهوان وصاروا يتقاتلون عليه وأصبح له ضحايا يسقطون قتلى من أجل الحصول عليه؟!..
لقد بدا فشل الوزير واضحًا للعيان، للقاصى والدانى، منذ وقت طويل فهو رجل الأزمات جاءت فى ركابه كل تعاسات المصريين وانعدمت فى عهده الرقابة على الأسواق والأسعار.. وصار التجار يلهبون ظهور الناس كيفما شاءوا دون خوف من محاسبة وكل ما يفعله هو مشاهدة آلام الناس والتمتع بذلك..
ومن ينسى سقطته الكبرى منذ عامين حينما رفض تسلم القمح من الفلاحين وتكّبر عليهم وجعلهم يبيتون أيامًا فى العراء أمام شون التسليم واشتراه منهم بسعر بخس جعل الفلاحين يقسمون بعدم العودة لزراعة القمح.. وهو يعلم تمامًا أنه محصول استراتيجى ومنه تصنع لقمة غالبية الشعب المطحون التى تسد رمقه والتى كثيرًا ما يأكلها حافًا ولا يجد لها غموسًا.. كما أنه يعلم أن الإنتاج العالمى قد اتجه منه جزء لإنتاج الطاقة مما أدى لقلة المعروض منه فى السوق العالمية وارتفاع سعره.. وقتها كانت استقالته أقرب إليه من حبل الوريد، وتوقعنا أن القيادة السياسية ستقيله ولكنها لم تفعل حفاظًا على الصداقة بينه وبين رئيس الوزراء..
ثم يأتى الدكتور على المصيلحى ويدلى بتصريح غريب وعجيب قائلا: إن ظاهرة تهريب الدقيق تحدث فى القاهرة الكبرى فقط..
والوزير لم ينوه إلى أن المقصود بالدقيق المهرب هو الدقيق المدعوم من الدولة بأموال الشعب أى بأموالى وأموالك فأنا وأنت من نملئ الجيب الخاص للدولة أو خزانتها العامة من حصيلة الضرائب والرسوم التى تفرضها علينا.. لتنفق جزءًا منه علينا والباقى يعلم الله الى أين يذهب!!، ولم ينوه إلى أن القائمين بعملية التهريب هم أصحاب المخابز، وهذا ليس بالمهم فقد يفهم ذلك من سياق الخبر، لكن الأهم هو أن الوزير المصيلحى يقصر عملية التهريب على القاهرة الكبرى فقط!!
وهذا الكلام يخالف الحقيقة، والواقع أن تهريب الدقيق المدعوم يتم بطول وعرض الجمهورية فى المدن الكبرى والصغرى وحتى القرى من قبل أصحاب المخابز، ولما لا والعملية مربحة لهم، فجوال الدقيق وزن 50 كيلو يُسلم لأصحاب الأفران (وبعد تطبيق الحافز الشهرى) بسعر سبعة جنيهات ويقوموا ببيعه خارج المخبز من 80 إلى 100 جنيه لأصحاب المخابز الحرة ومصانع الحلويات والبسكويت ولمربى المواشى وأصحاب مزارع الدجاج ومزارع الأسماك لأنه أصبح بديلا رخيصًا لهم بعد الارتفاع الجنونى فى أسعار الأعلاف الحيوانية..
وليسأل الوزير كل فرد فى مدينتى "بيلا – كفر الشيخ" البعيدة عن القاهرة الكبرى عن تهريب الدقيق فى مدينتهم!! وقتها سيدرك معالى الوزير أن التهريب فى كل بقاع مصر ولو تخفى لشاهد بنفسه عملية التهريب التى تتم بمباركة من رجاله "مفتشو وزارة التضامن المشرفون على المخابز" ذلك لأنهم يتقاسمون الأرباح مع أصحاب المخابز أو يحصلوا على إتاوة يومية أو شهرية مقابل التغافل والتعامى عن هذا التهريب الذى يتم إما دقيقًا أو خبزًا يتم تحميصه وطحنه ليصبح علفًا سائغًا حلالاً للحيوانات والدواجن حرامًا محرمًا على البنى آدمين، ولقد شاهدت أكثر من مرة الدقيق المهرب يأتى إلى منزل أحد الفلاحين ويتسلم كل مرة ما بين جوالين إلى ستة أجولة وكم كان الألم يعتصرنى وأنا أرى مالى ومالك تلتقمه أفواه المواشى بدلا من أن يلتقمه أحد أفراد هذا الشعب المسكين..
ولعل اهتمام فخامة الرئيس شخصيًا بهذه المشكلة وتكليف الجيش والشرطة بحلها هو خير دليل على فشل السيد الوزير ولعل ذلك يدفعه لتقديم استقالته رأفة بنا وبحالنا وإلى أن يحين موعد الاستقالة أطالب معاليه بسرعة فصل عملية الإنتاج عن التوزيع وتوفير عدد كافٍ من منافذ التوزيع وإشراك الجمعيات الأهلية والمحليات فى عملية التوزيع بعد تسجيل مجموعة من الأسر لدى كل جمعية وتحديد احتياجات كل أسرة طبقًا لعدد أفرادها وتولى هذه الجمعية مهمة توصيل الخبز يوميًا مقابل مبلغ شهرى نظير ذلك ويتم ذلك بالتنسيق مع إدارات ومكاتب التموين فى كل حى.. وقتها سينتهى التهريب لأن كل مخبز مطالب بتسليم عدد محدد من الأرغفة حسب حصته من الدقيق.. وستختفى الطوابير المهينة والمذلة للمصريين وكأننا فى حالة حرب .
hamed_elatiar@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق