مصر صاحبة ثورة يوليو وليس عبد الناصر (جريدة شباب مصر الأسبوعية الورقية ) العدد119 فى5/8/2008
حامد عبد الحليم الأطير.صحفى ومحاسب قانونى
حامد عبد الحليم الأطير.صحفى ومحاسب قانونى
رغم كل العشق ورغم كل الوله الذى مازال يسكن جوانح كثير من الناصريين على امتداد الوطن العربي، فإننا مطالبون فى هذه المناسبة أن نُنحى العواطف جانبًا وأن نعطى للرجل ماله ونحسب أيضًا ما عليه، عبد الناصر ابن التيار التحررى -وليس صانعه- لأنه بدأ قبل مولده، بداية من وقفة عرابى مطالبًا بالإصلاح مرورًا بسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد ومعهم تنظيم الأخوان المسلمين، إذًا فمصر لم تكن نائمة أو ناعمة بالاستعمار، حين قام عبد الناصر بتشكيل تنظيمه السرى من الضباط الأحرار، فمصر كانت فى حالة مخاض تنتظر الخلاص فى أى لحظة وشاء الله أن يكون خلاصها على يد عبد الناصر والضباط الأحرار، وقد انتقل المد الثورى الى أقطار عربية أخرى كانت قد قطعت شوطًا فى مكافحة الإستعمار ونالت الكثير منها استقلالها وعم الفرح أرجاء الوطن العربى، ولكن يجب أن نسجل هنا أن تلك الدول كانت تمارس حقها فى مقاومة الاستعمار ولم تكن غائبة عن الوعى أو متناسية حقها فى التحرر وذلك قبل قيام ثورة يوليو، والمقاومة فى دول المغرب العربى خير شاهد على ذلك، فثورة يوليو لم تكن هى الشرارة المفجرة لتلك المقاومة لأنها كانت قائمة بالفعل، ولكن الثورة عملت على مساعدة ومعاضدة تلك المقاومة، إذًا فعبد الناصر ليس هو باعث الثورة فى مصر ولا هو باعث الثورات فى الوطن العربى كما يشاع، وبعد الثورة وبعد أن استقرت الأمور فى مصر وبدلاً من عودة عبد الناصر ورجاله لثكناتهم وبدلاً من تسليم السلطة لمؤسسات المجتمع المدنى وبدلاً من وضع دستور للبلاد، استمرأ عبد الناصر الزعامة التى خلعتها عليه الجماهير وبحجة حماية الثورة من أعدائها وإرضاء لهذه الجماهير اتخذ عددًا من القرارات بعضها خاطئ مثل الوحدة مع سوريا وبعضها انتحارى مثل إغلاقه المضايق التى كانت سببًا فى حرب وهزيمة 67 وتسبب فى فضيحة وانكسار المصريين والتى أيضًا ضاع بسببها سيناء والقدس والضفة والجولان، ولا ننسى حرب اليمن التى كانت مغامرة شخصية ومزاجية من عبد الناصر الذى اتبع هواه فى معاداة الأسرة المالكة فى السعودية وحاربهم من اليمن فدفعت مصر الثمن غاليًا وكانت تلك الحرب سببًا فى إفلاس مصر وتدمير اقتصادها وتمهيد لهزيمة 67 فهل يا ترى كانت ستصبح مصر أحسن حالاً بدون عبد الناصر؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق