مقالات سياسية ( مجلة الفكر القومى العربى ) السبت 17 مايو 2008
الشعب المصرى مازال يحيا تحت مطارق جهلهم ومغامراتهم
لك الله يا مصر يا أيتها البلد الصابرة الصامدة ليس فى مواجهه أعدائك فحسب بل حتى فى مواجهة المستوزرين من أبنائك عليك وعلى شعبك الذى مازال يحيا تحت مطارق جهلهم ومغامراتهم الهوجاء الشنعاء والتى أدت إلى إنتشار الخراب واليباب واليأس والألم فى ربوعك الخضراء فصرت بأفعالهم جرداء لانبت فيك ولا ماء ..وأغتالوا فى ليل مظلم كل فرحة لهذا الشعب الصابر فقد أبى السادة وزرائك الأفاضل أن يتركوا شعبك منهك القوى الحائر التائه فى بلاده والتى غابت عنه تضاريسها الأجتماعية والسياسية والأخلاقية ولم يعد يدرى عنها شئ كأنه فى أرض الشتات ..بل ويزيدوه كل يوم إغتراباً وإستلاباً حتى لبقايا الفتات التى كان يتقوت منها .. ولم يعد هناك فى يديه الخاوية شئ يدخله الى بطنه الطاوية .. أين كرامة المصرى فى وطنه أين الدخل الذى يوفر له حتى الكفاف .. أين موارد وطنه وعوائده وكيف توزع على طبقات الشعب وبين أفراده.. أين حريته ومن صادرها وحجر عليها.. أين مستقبله ومن سرقه منه.. ومن رهن بلاده لسنوات قادمة حتى تسدد دينها الذى بلغ حد اللا منطق واللا معقول فقد بلغ إلى مايربو على 850 مليار جنيه.. من أدان البلاد ومن أستدان وباع مستقبل أجيال مازالت أجنة فى رحم الأيام ..إنهم مدينون حتى قبل أن يولدوا . حتى ماتبقى لهم من مصانع باعوها بأبخس الأسعار مقابل عمولات لشلة التخليص والتشهيلات.. حتى الأرض البوار خطفها ذوى الحظوة والحظ السعيد .. هذه قطعة مساحتها 10 آلاف فدان للمحظوظ فلان ابن فلان وهذه أخرى مساحتها 20 ألف فدان للآخر فلان بن فلان والكبرى مائة الف فدان للكبير فلان بن فلان -وكلهم من كبار رجال الأعمال والحكم -وبأسعار رمزية أو إن شئت الدقة بأسعار وهمية تعادل 100 جنيه لكل فدان والسداد على دفعات مريحة ولمدة لاتقل عن 30 عام ولاعزاء لكل فقير أو غلبان فى أمنا مصر .. كل ذلك وشعب مصر مازال متعلق بالحياه ومتشبث بأهدابها حتى لو أوسعوه كل يوم ضريبة أو لكموه كل صباح برفع فى الأسعار ولو سلبوا من جيبه العلاوة قبل أن يمنحوها اليه فمنه أخذت وأليه تعود..حتى لوباعوا غازه لمن غزانا وأحتل أرضنا سابقاً وسلبنا سيطرتناعليها حتى اليوم اللهم إلا من جنود شرطة عسكرية بؤساء لاحول لهم ولا قوة لايملكون إلا إرادة المشاهدة عندما يُقتل أحدنا فى أرضنا بين الحين والآخر برصاص الإسرائيليين الأشقاء الجدد لنا والذى سائنا تدنى مستوى معيشتهم وأحتياجهم للدعم العاجل والفورى كى لاتتوقف مصانعهم المدنية والحربية وحتى لاتتوقف لهم سيارة ولاتتعطل لهم طيارة فقررننا إمدادهم بالغاز المصرى المدعوم والمملوك للشعب المصرى بسعر 2.5 دولار بدلاً من 15 دولار حسب سعره فى السوق العالمى هذا من أجل ألا نوقف لهم عجلة إنتاج أو نثقل على كاهل أشقائنا فى تل أبيب وباقى محافظات إسرائيل الشقيقة .. مازال الشعب المصرى يحيا ويتعلق بأستار الحياة رغم أنهم هدموا الحائط الذى كان يمشى بجواره ويستر نفسه به و يدارى خلفه خيبة أمله فماذا أبقوا له بعد أن هدموا حائطه وهتكوا ستره وأستكثروه عليه ..ماذا بقى له وقد تنازل عن حق حكم وإدارة وطنه ورضا بإختزال الأحزاب فى حزب واحد يحكمه منذ عقوداً مضت وهو المهيمن والمسيطر وما عداه من إحزاب هى للديكور الديمقراطى !! وللوجاهة الإجتماعية .. ماذا بقى له من الوطن وقد سلبت حريته وتجبر بعض ضباط وحتى أمناء وأفراد الشرطة عليه وعذبوه وسلبوه شرفه ورجولته ماذا بقى له وهو يقف ذليلاً مهاناً فى طوابير الفجر من أجل الحصول على رغيف الخبز ونحن لسنا فى حالة حرب خارجية أو حرب أهلية ماذا بقى له وحكومته تعيش فى أودية الأحلام وهو يعيش فى أودية الضنك والألم وترتع فى القرية الذكية وهو هائم فى أدغال غبائها المليئة بالحيرة والتوهان .ماذا يفعل وهو يرى أبنائه قطوف حياته وبعد شقاء العمر المبذول لهم و عليهم يفترشون سواحل البطالة الممتدة بطول وعرض الوطن يشيخون وهم فى عز وشرخ شبابهم ويعشش الخراب فى نفوسهم ويستولى على مفاتيح أرواحهم .. ماذا يفعل والسنون والعصور تمر وتجرى ولا يجد إلا تاريخاً غابراً يقتات عليه ويتشدق به ..ومتى يا غدُ موعدك لتزف الفرح لأعتاب وقلوب المصريين الصابرين الصامدين الموحدين ؟؟؟؟؟ حامد عبد الحليم الأطير .صحفى و محاسب قانونى .
hamed_elatiar@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق